يُثنون عليّ وأنا أضحك
**قال: صاروا يُثنون عليّ وأنا أضحك ….فلمّا رأيتُ السماء ..قلتُ : اسكتوا ….قد حضَرَ مَن يعرف سيئاتي ….كما يعرف صاحب سفرك كلّ ما فعلت…!!!
.
**فتيان في أول العمر . وما أجمل ما يرون ..لأنّ ما يرَون خيالات الحياة وأوهامها الجميلة ..فأنت في الخيال تفعل ماتشاء …!!
مثل أوّل اليوم لعامل كادح ..يكون صباحه قويا بهيجا ..وآخر النهار لا يرى ما حوله ….وينشغل بتعب نفسه لا يحلم الّا بالنوم …
**قال لإبنه : بعد دفنك في القبر ..أنت لا تعرف أحدا من الدنيا ..معرفة أبٍ وإبن وقريب وقرابة ...فقد كانت تلك علاقات حماية وتكافل وكلّ الذين كنتّ تعرفهم ...هم رفاق سامرٍ في الجنة ..
**قال وهو في السجن : لو كان جليسي في السجن غير هذا الجليس ...لو أنّه كذا وكذا …….قلت: فجليسنا كحلمنا ….لا يتحقق كماله ….ولو تحقق منه شيء ...نزيد من حلمنا نحن ….لأننا لا تسعدنا الّا الأحلام ,,,وحتى أصحابنا ننشئهم في الخيال
**لو خسرت أيّ شيء ..تمرّ جنب المقبرة فتشعر أنّ الموت يعزّيك ...يقول لك : هل تحزن لشيء وأنت في بعض طريقٍ قادم اليّ...هل تحزن لشيء وأنت بعد وقت ستنام هنا في التراب ...الموت أكبر ما تنتظر ...فلا تفكّر بالذي أقلّ منه …
.وإذا مررْتَ بعجوز ...كانت صبيّة حسناء ..فاعلم أننّا قادمون إلى الفناء ….
,,نحن نطلّ على الحياة الخالدة النابضة من نافذة جسمنا ..الفاني ..نبتسم لما نراه كما يبتسم راحل لأهل مدينته ….وكما تبتسم زهرة لنا قبل هطول الثلوج ………...ونعود نغلق نافذتنا في يوم ما …. ..ولا نرى شيئا …
عبدالحليم الطيطي